نساء المحروسة

نساء المحروسة………………. دوما هي إيزيس تلملم أشلاء وشتات الرجل. تصنع منه حورس من مدخلات سردية وتفاصيل تاريخية. تسجل حضورا لافتا للمرأة سواء علنا أو من وراء ستار، كجندي مجهول معلوم من حيث الأثر ومن جهة التأثير، لا يمكن تحجيمه أو تقزيمه أو كشطه بفعل سلطة الوقت الثقافية أو البيتراركية أو الجندرية، لأن الحضور الوجودى والتاريخي والواقعي للمرأة ليس مسألة سلطة زمنية أو توازن قوي اجتماعية أو مسألة تسوية اجرائية عاجلة تضمر النقض والانبتات عن سلامة القصد وصواب الجادة. كما ليس مسألة الشقشقة التنويرية المكرورة يدعيها كثير من المتاجرين بها رجالا ونساء على السواء. لكنها مسألة نواميس كونية وشفرة إنسانية دامغة مهيمنة سائدة بسؤددها لا يقبل كشطا ولا يرضى مساومة ولا يهش لإدعاء أو يافطة تنوير فاقعة ولا طائل وراءها ولا محصول.

إن ناموسا كونيا تترجمه حقائق الإنسان العام وتثبته وقائع التاريخ ينص أن خلاء مطلقا فرض ساذج ومستحيل وأن الخلاء لابد له من امتلاء ولا يمتليء وجود أو حياة إلا بحضور متساو وعادل وفاعل للرجل والمرأة، لأن حذف المرأة من مشهد إنسانى عام وممتد ضرب من الجور والاستحالة ينزع عن الحياة حقيقتها ويقف بها على تخوم اليباب والخراب. ينفى صفتها ويشوه معالمها. ستجول مثل هكذا خواطر بوعي الرواية فتلتمس معينا وبرهانا من وقائع تاريخية مسجلة لشخصيات نسائية تثبت الحضور الفاعل والتعاطي المثمر الإيجابى وحركة الوطن الموصولة وتفاعلاته المتلاحقة في خط سيره الوئيد العنيد نحو التقدم والتطور، سواء بالنقاط القليلة أو بالضربات الحاسمة تكتبها طقوس الإشارات والتحولات التاريخية نحو تأمين الحقوق الوثيقة اللصيقة للإنسان ككائن عام له حقوقه العامة، ولا يتجزأ أجزاء وتفاريق إلا من جهة التعاطي المدرسي الباهت والسطحي القريب. ولا يمنع أن تتقاطع قضايا ذاك الإنسان العام وقضايا الوطن على وجه من اعتبار الإنسان ظاهرة زمكانية متعالية بالروح والوطن وجود زمكاني غني ثري بالتاريخ وأحداثه وشخصياته تقترح همسا، وتجترح لمسا وتنص حسا: (كل ما لا يؤنث لا يعَول عليه ).

هل الفعل الإيزيسي! الأسطورى لا يزال عرضا مستمرا وإن تدخل عليه تحسينات معرفية وثقافية وإجرائية تكتب إبداعات نسوية تفصح بالإلماع والتنويه عنها “نساء المحروسة” وترفع لها د. نادية توفيق مرآة السرد على استواء أو على دهاء؟………………….

Facebook Comments