اسهامات مصر في اللغة العربية لا تضاهى ولا تقارن بإسهامات أي دولة أخرى.

تلك الإسهامات أثرت اللغة العربية وطورتها وحدثتها بفضل كوكبة من ألمع المنشورات الصحفية منذ بدايات القرن العشرين. مجلات مثل الهلال وآخر ساعة، ثم المجلات الأدبية التي أسهمت في ظهور أقلام المبدعين من كل أنحاء الوطن العربي كانت مصرية خالصة، مصرية التوجه والروح والعطاء والإبداع.

مصر أهدت للغة العربية جنس الرواية بالكامل وأسهمت في إخراج الشعر من مأزقه الكلاسيكي بظهور شعراء مدرسة الإحياء، لاحظوا الاسم، شاعر السيف والقلم محمود سامي البارودي وحافظ إبراهيم، وأمير الشعراء أحمد شوقي، الذي كان يملك ناصية اللغة الفرنسية كذلك. وقد ساهم بأعماله مثل “مصرع كليوباترا” و”مجنون ليلى” التي لحن جزءًا منها محمد عبد الوهاب، في ظهور جنس المسرحية الشعرية.

كما أنها هي صاحبة مجمع اللغة العربية العظيم بالقاهرة للحفاظ على اللغة العربية وتطويرها لتواكب كافة المصطلحات العلمية والفنية. وكان الأهم والأقيم من بين كل مجمعات اللغة العربية، بل هو الأقدم حيث أنشئ في ١٩٣٢ بمرسوم ملكي من الملك فؤاد الأول.

أما على الصعيد الفني من غناء وتمثيل فلا يمكن أصلا مقارنة الانتاج المصري باللغة العربية مع أي إنتاج آخر مماثل لا من ناحية الكم ولا الكيف. بل أجد أن كانت هي البيئة الحاضنة المثالية لكل مبدعي العالم العربي في كافة فنون الغناء والسينما والمسرح. وكانت البنية التحتية المصرية هي المكان الطبيعي للإبداع باللغة العربية الذي تصدره الفنانون المصريون أولاً وأخيراً.

ويكفي أننا خططنا تاريخ اللغة العربية الحديث منذ بدايات القرن العشرين هنا في مصر وليس في أي مكان آخر. كلمة أخيرة مهمة وهي أن كل الإبداع العربي ولد في مصر لأن من علموا العرب اللغة العربية في مدارسهم كان أغلبهم من المصريين. فضل مصر على اللغة العربية لا يعد ولا يحصى.

Facebook Comments