نود طرح الأسئلة الآتية على نائبة البرلمان المصري سميرة الجزار اللي هبطت بالبراشوت فجأة على أحد فنادق واحة سيوة وحاولت دخوله بدون أي حجز مسبق بصحبة 16 شخص أغلبهم من الأطفال، وبعدين توجهت للإعلام متهمة الفندق إنه لا يستقبل المصريين ومستعدية عليه وزارة السياحة وزارة المالية:

ادعيت أن الفندق لا يستقبل المصريين في حين أكد مدير الفندق أن المصريين، في الوقت الذي أدلى فيه بمداخلة تليفزيونية، يمثلون 30% من نزلاء الفندق. نريد منك إثباتا أن الفندق لا يقبل دخول المصريين.

ما علاقة زيارتك لفندق في سيوة بعملك كنائبة عن دائرة قطاع القاهرة وجنوب وسط الدلتا؟

مين كانوا الضيوف اللي معاك وإيه علاقتهم بأعمالك البرلمانية كممثلة عن أبناء دائرتك وعضوة في لجنة القيم ولجنة الخطة والموازنة؟

نريد منك قائمة بأسماء هؤلاء الضيوف بما أنك، أولا، قدمت نفسك إلى الفندق باعتبارك نائبة في مجلس الشعب، ثانيا، تقدمت إلى الإعلام بشكواك باعتبارك أيضا نائبة في مجلس الشعب. وقلتها صراحة إنك استغربتي من منعك من الدخول وأنت نائبة في حين كنت بتدخلي عادي قبل ما تكوني نائبة.

كيف يمكن لك أن تفسري لنا محاولتك دخول الفندق دون أن تكوني نزيلة فيه ودون دفع ثمن إقامتك فيه، لا أنت ولا الـ16 شخصا اللي كانوا معاك، في ضوء القانون الذي يمنع على أعضاء مجلس الشعب قبول أي هدية نقدية أو عينية إلا بعد إبلاغ المجلس بيها وبمناسبتها، لأن الفندق ليس مكانا عاما وهناك شروط لدخول أي فندق والبقاء فيه، وعلى رأسها حجز غرفة ودفع ثمنها؟

كيف يمكن لنا أن نفهم تواجدك في هذا المكان والزمان تحديدا في ضوء اختصاصات مجلس النواب الواردة في الباب الخامس من الدستور وهي كالتالي:
التشريع
إقرار المعاهدات والاتفاقات
إقرار الخطة والموازنة
الرقابة على أعمال السلطة التنفيذية
مناقشة بيان رئيس الجمهورية
تعديل الدستور
إقرار إعلان حالتي الحرب والطوارئ

والسؤال الأخير نحب نتوجه بيه إلى سيادة النائبة وإلى زميلتها نائبة مطروح: في أي سياق يمكن لنا أن نضع مكالمتك لنائبة مطروح عشان تضغط على الفندق عشان يسمحوا لك بالدخول؟ أنت تكلمت عن الحصول على تصريح، ما اسم هذا التصريح وما طبيعته ونصه؟ ومن هو المخول له منح هذا التصريح؟ وما وظيفة نائبة مطروح التي تمنحها سلطة إصدار هذا التصريح؟ دي أسئلة مشروعة في أي دولة مركزية ذات سيادة. عايزين تفسير لده وإلا هنعتبر الموقف برمته إساءة استخدام نفوذ من قبلك ومن قبل زميلتك الأخرى نائبة مطروح.

مع الأسف الشديد، رغم أن هذه النائبة قد تبنت من قبل مواقف جيدة في البرلمان، فإن مسلكا كهذا لا ينبيء عن رغبة في الدفاع عن حقوق هذا الشعب، ولا تمثيله والتعبير عن إرادته. ولذلك فإنني أرى أن البرلمان بوضعه الحالي هو مضيعة للوقت وإهدار للمال العام، وأنه ربما علينا أن نفكر خارج الصندوق فيما يتعلق بتمثيل الشعب. وأمامنا خيار الديمقراطية المباشرة الذي قد يكون أفضل من خيار التصويت هذا الذي يأتي إلينا بسلطة قبلية تُمارس علينا بطرق متعددة، حيث يتمتع عضو مجلس الشعب بالمزايا العديدة التي يوفرها له المنصب ويستغلها من أجل تحقيق الرفاهية لنفسه ولمن يقعوا تحت حمايته، ويصبح أبناء الدائرة مجرد جسر يستخدمه النائب للوصول إلى هذا الهدف.
مع الأسف السيدة سميرة الجزار اعتقدت أنها بمنصبها في البرلمان تستطيع أن تجبر أي أحد في مصر على تنفيذ إرادتها في أي وقت بغض النظر عن معقولية طلباتها، ولم تهتم حتى من الناحية الوطنية ألا تعمل على هدم مشروع سياحي ناجح، بل هرعت إلى الإعلام من أجل أن تصيبه برذاذ الإشاعات، وقد نجحت في ذلك لأن البرنامج التليفزيوني الذي عمل معها المكالمة التليفونية اختار عنوانا فجا ينتمي إلى الصحافة الصفراء من أجل جذب الأنظار وتحقيق مزيد من المشاهدات على اليوتيوب، وبالتالي مزيد من الأرباح. إلا أنني أتمنى أن تؤدي هذه الضجة السلبية حول هذا الفندق وحول واحة سيوة إلى زيادة الازدهار وتحقيق مزيد من النجاح للسياحة في تلك البقعة الغالية من أرض مصر.

مصدر صورة النائبة.

Facebook Comments