الناس ما زالت تهتم اهتماما كبيرا بالكتاب الورقي وما زالت تحب اقتنائه وقراءته رغم توفر الأشكال الأخرى للكتب.
الناس من كافه الأعمار تنجذب إلى الكتب المطبوعة طباعة جيدة وتقتنيها وتهديها.
معارض الكتب لها بريق مش بس علشان الناس تشتري الكتب لكن كمان علشان يتجولوا وسط أرفف فيها كتب جديدة. هناك شيء غامض ومثير ودافئ يتخلق داخلنا عند التنقل بين أرفف كتب جديدة وقراءة العناوين ومشاهدة الأغلفة.
دور النشر المشاركة بكافة أحجامها، من أول جاليمار وأنت نازل، عندها فلسفة للنشر، يعني بتكون مقررة سلفا نوعية الكتب او الهدف اللي هي بتنشر عشانه. ده عدا استهداف نوعية معينة من القراء. ما فيش دار نشر بتنشر كتب للجميع. دي ما بتعتبرش سياسة جيدة، لكن ممكن دور النشر الكبيرة تقسم نفسها إلى دور نشر أصغر تابعة، كل واحدة فيها تتخصص في النشر في مجال معين زي جاليمار الكندية مثلا المتخصصة في النشر الموجه لأمريكا الفرنكفونية لانه عالم مختلف عن قراء الفرنسيه في اوروبا وزي Alire اللي بتنشر الكتب ال popular ومتخصصة في الفانتازيا والرعب والخيال العلمي وموضوعاتها من الكيبيك في الغالب يعني بتهتم بمحلية ثقافتها. وجمهورها كبير وكتابها كتير.
الأطفال ما زالوا يهتمون بالكتب وليس فقط بالأجهزة. المسألة فقط تحتاج إلى آباء تشجعهم على ده، وتأخذهم إلى الأماكن اللي فيها الكتب، والطفل لوحده سيعثر على ما يعجبه وما يجذبه. جذب الأطفال إلى القراءة يضمن استمرارية هذا النشاط الإنساني الجميل.
المناقشات حول الذكاء الصناعي ومستقبل النشر تعتبر جزء مهما من القرارات اللي تتخذها دور النشر فيما يتعلق بالقواعد اللي بتقبل من خلالها المخطوطات التي ستقوم بنشرها وأيضا الكتاب الذين تتعامل معهم. والنقاش يتم على أساس القدرة على اتخاذ القرار، وايضا استهداف تشريعات بعينها. ولو إن النشر بالفرنسية في هذا المجال ينتظر القرارات اللي هتصدر عن النشر بالإنجليزية كي يتلمس خطاه. يعني ممكن نعتبر النشر بالإنجليزية يسبق الفرنسية خطوة، ولكن لأن الاثنين موجودين في نفس القارة، فهم بيتجانسوا وبيتكاملوا مع بعض. دور النشر موقفها من الذكاء الصناعي يتمحور حول إمكانية الاستفادة منه لتدعيم صناعى الكتاب مع تجنب تأثيره السلبي على الإبداع البشري. طبعا جميع الآراء مطروحة للنقاش. هناك من هو ضد استخدام الذكاء الصناعي جملة وتفصيلا، وهناك من هو مع فتح الباب والتجريب.
الندوات والنقاشات كانت أكتر من رائعة.
الصالون كرس محاور مختلفة زي Je lis autochtone و Le monde francophone للتركيز على اهتمامات محددة.
المكان الرئيسي Le palais des congrès اختيار مثالي ولكن الصالون وسع عروضه لتشمل أماكن أخرى في مونتريال.
الأنشطة اونلاين كانت قليلة جدا وأتمنى التوسع فيها عشان يقدر يتابعها الناس من كافة أنحاء العالم.
كان فيه محور كبير مهتم بالنشأ والأنشطة المدرسية تشمل الطلبة والمدرسين وأولياء الأمور.
كان فيه كيوسك للكتاب الكوري وترابيزة لأوكرانيا وأخرى لرومانيا. كنت أتمنى أشوف حد من اللي بينشر بالفرنسية في مصر أو عن مصر موجود هناك خصوصا وإن مونتريال من المدن الصديقة لثقافتنا وحضارتنا المصرية.
كانت هناك ديمقراطية واضحة في تقديم الكتاب بين الكتاب المخضرمين الكبار الذين يبيعون كتب بالملايين، وبين الكتاب الجدد الذين يصدرون روايتهم الأولى. دور النشر رعت كتابها بشكل واضح وقدمتهم في ندوات وأنشطة ونقاشات ولقاءات بعضها صورته القناة الرسمية الكندية. كان في جو من التماهي ما بين الأجيال، يعني ممكن تحضر ندوة يقدمها كاتب جديد يحاور كاتبا كبيرا أو العكس أو حتى كتاب من أجيال مختلفة. ومفيش أي تفرقة بين كاتب مشهور وكاتب في طريقة التقديم أو الاحتفاء رغم وجود كتاب نجوم.
بشكل عام، الفروق الجوهرية كبيرة بين النشر بالعربية والنشر بالفرنسية رغم وجود ناشرين بالعربية جادين وقادرين على تأسيس نظم حديثة. لكن خطوة النشر العربي ثقيلة ومكبلة بأنظمة متوارثة لم تعد مجدية في عصرنا الحالي. دور النشر بالفرنسية قدامها تحديات كتيرة من بينها هيمنة اللغة الإنجليزية على مشهد النشر في العالم عموما، لكنها بتحاول تكون صانعة قرار وبتاخد مبادرات وبتطبع كتب غير تقليدية ومحدش هنا خايف على اللغة وحاططها في تلاجة الحفظ من التلف.
الصالون كان فرصة كبيرة ليا عشان أختار كتب للقراءة وأتعرف على كتاب جدد.
التواصل الإنساني المباشر مهم جدا وفيه فرق بين التحدث لإنسان وجها لوجه وسماعه مباشرة أو الاستماع إليه من خلال شاشة.
الأجندات اليسارية تفسد الأدب وتحول بعض الكتاب إلى أبواق دعائية.
لاحظت التركيز على المحلية بشكل عام. دور النشر مهتمة بالكتاب في منطقتها. مفيش دار نشر بتفتحها على البحري إلا إذا كانت كبيرة وعندها القدرة إنها تتبنى كاتب من بلد تانية وتروج لكتاباته في الداخل والخارج. طبعا كان فيه كتاب من فرنسا لكن، الاحتفاء كان للكاتب الكندي وبالذات من الكيبيك. وده أمر منطقي.
التلفزيون والراديو الرسمي كان هناك وله مكان ثابت، وعمل ندوات وأنشطة كتير حلوة. وده مهم إن الدولة ترعى بشكل مباشر وغير مباشر معرض للكتاب يقام في إحدى ولاياتها.
السهرات اللي جمعت بين فنون الأدب والحكي والشعر والمسرح والموسيقى كانت هي الأفضل على الإطلاق.
الناس بتتلم وتحب تسمع وتتصور مع كاتبها المفضل. الكتاب نجوم اللي بيختارهم هو الجمهور وليس النقاد.
الجيل الجديد هناك ربما يكون آخر جيل يعيش حياة بشرية خالصة. الأجيال المستقبلية ستختلف شكلا وموضوعا. ستبقي على بعض ما في عالمنا الحالي لكنها ستندمج مع الآلة كي تصنع حضارة مختلفة قد تكون أفضل أو أسوأ الله أعلم.
Facebook Comments