المشهد الشعري باللغة العربية مكبل بقيود غير مرئية تحصره في باب النواحيات. وهو كالدائرة المفرغة لا يدع مجالا للخروج من أسر اللازمن. عندما أقرأ أو أسمع قصيدة بلغة أخرى أتساءل لم لم يبتكر الشعراء لدينا أنماطا شبيهة. وعندها أدركت خطأي عندما اطلعت على بعض الأشعار باللغة الإسبانية وجدتها مسكونة بوجعهم التاريخي وأزماتهم الوجودية. فعدت لأنظر للقصائد بعين فاحصة، وجدت أنها تعبر عن الوجدان المحاصر والروح المخنوقة التي لا تملك صوتا فتستعير صوت الماضي وتجتر ما تمت تجربته في إطار التراث العربي من صور شعرية وألفاظ معجمية ودروس أخلاقية.



هذا لا يعني أن كل القصائد تعاني من نفس الأعراض فأحيانا ما أقرأ قصائد تحررت من أسر النمطية العتيق وانطلقت إلى رحاب عالمنا الحالي. فأقول لأصحابها هنيئا لكم ما قدمتم. أنتم تقودون الشعر إلى الأمام، خاصة وأن المستقبل لن يرحم المبدعين حيث سيكون عليهم التنافس مع الآلة التي لا تنسى ولا تهن.

Facebook Comments