حملت طبق الفول الساخن ووضعته على طرابيزة المطبخ. الجرنال فوقها يعود تاريخه إلى أيام الإخوان. ثنت الطرف الذي يبرز صورة “مرسي”. نظرت حولها في غير رضا. الحلل المتسخة متراصة تحت الحوض. لم تجد وقتا لغسلها. الزوج ما زال يدندن بنغمة من تأليفه وهو يحلق ذقنه في صبر بموس أصبح ثالما من ثاني استعمال. احتارت ماذا تأكل لتتمكن من إرضاع الصغير. الفول لا يكفي. وضعت الكنكة الكبيرة على البوتاجاز. ودعت الله أن يسترها مع الأنبوبة كي تكمل الشهر بالتمام والكمال. الحلبة هي المشروب الذي لن يخذلها في إدرار اللبن. خرجت من المطبخ. حملت الصغير الذي ما زال يداعب نعاس الصباح عينيه. أنصتت لبرهة لصوت زوجها. احتضنت الصغير وأخذت تقبل وجنتيه وتقول في سرها،’خمسة وخميسة ما يحسد المال إلا صحابه. ‘صبت كوب الحلبة وجلست بجوار طبق الفول بانتظار زوجها.

Facebook Comments