هناك قصة متداولة تدخل في باب الأساطير الحضرية مفادها أن أب وأم أرادا حماية صغيرهما من الميكروبات والأمراض فخلقا له بيئة معقمة يعيش فيها وعزلوه عن كل ما قد يسبب الأمراض.
ولأن الحياة غير معقمة، خرج الطفل الذي كبر يستكشف الحياة فأصيب ببرد خفيف أودى بحياته.
وأنا أرى أن بعض كتاب العربية يريدون خلق بيئة معقمة لها لا يدخلها الهواء الذي تحمل جزيئاته تلك الميكروبات التي قد تنقل للغة المحصنة ألفاظا من ‘العامية’ أو كلمات من أصول أجنبية أو تدفع بها كي تكبر وتنضج وتختلف في تراكيبها وجملها وطرق تعبيرها عما هي عليه في طور طفولتها الأدبية التي فرضوها عليها هؤلاء المحبين لها، ومن الحب ما قتل كما نعلم.
هؤلاء مثل الدبة اللي قتلت صاحبها. فهم يحولون اللغة العربية من لغة حية إلى لغة ميتة. ويقرؤون الفاتحة على روحها من الآن وهي تحتضر أمام أعينهم. فهم يريدون منها ألا تكون كائنا حيا لأن ذلك يصيب كبرياء أوهامهم في مقتل.
Facebook Comments