لا يستغني الكاتب القصصي والروائي عن البحث لاستكمال تفاصيل عمله. فالأعمال الخيالية ليست نتاج خيال تلقائي بلا ضابط ولا رابط. وإنما هناك عنصر مهم وهو ال
Vraisemblance
وهو أن يصدق القارئ احتمالية حدوث القصة مهما كانت مغرقة في الخيال والفانتازيا. ولهذا فإن الكاتب يحتاج إلى البحث الدائم عن معلومات بعينها قد تكون بسيطة مثل سعر سلعة ما في الزمن الذي تدور فيه روايته، أو معرفة طريقة عمل جهاز ما، أو حتى ما يمكن أن يتسبب في حادثة قطار، أو أسباب إندلاع حريق، إلخ من التفاصيل الصغيرة التي تكمل قيمة العمل الروائي.
وبالطبع فإن أسهل طريقة هي البحث على جوجل. ولا اعتراض لدي على ذلك، لكنني بدأت ألاحظ سيطرة شبه تامة من مواقع ونتائج بحث بعينها على الصفحات الأولى من النتائج. وهو أشبه بالرقابة على المعلومات، فالكاتب سواء أكان يقوم ببحث سريع أو متأني يريد أن ينجز عمله بأسرع وقت ممكن، ساعتها قد يعتمد على أول النتائج أو يغير رأيه فيما يكتب.
لا توجد حلول عملية فحتى الذكاء الاصطناعي ما هو إلا تجميع للنتائج بعد فلترتها من أي أفكار لا يريدون ترويجها. وليس هناك هامش كبير للآراء المتنوعة. بل إن عبارة “قواعد الاستخدام” أصبحت أشبه بعصا البوليس السري التي يطرقون بها أبواب المواقع للإمساك بمن يقبض عليه متلبسا بتهمة التفكير الحر.
هذا يدفعني إلى أن أنصحكم بالكتب، القديم منها بالذات، حين كانت المؤسسات لم تمتلك بعد كل تلك الأموال العابرة للحدود والمقيدة لما يقال وكيف يقال.
الكتب لا تخذلنا لأن مؤلفيها يضعون لها
Premise
وخطة عمل واضحة. حتى وإن لم يفز الكتاب بالقبول، يظل جهدا موجها نحو هدف محدد ويعبر عن حزمة أفكار مترابطة عوض تشرذم المعلومات الذي قد يجعلنا غير دقيقين في استخدامها.
Facebook Comments