ما كل هذا القدر من الكراهية للغة الأم؟ الكاتب يستعمل أي لغة تعجبه. دي اللغة اللي أمهاتنا وأبهاتنا ربونا وعلمونا وحبونا بيها. دي اللغة اللي بنعبر بيها عن مكنونات نفسنا، عن أفراحنا وأحزاننا. وزي ما هي بتقوم بوظيفة التواصل على أكمل وجه. تقدر كمان تكون لغة للأدب.

وكمان الجهل بوجود أشكال أدبية مكتوبة باللهجات العربية لا يعفي صاحبه من تبعاته. مسمعتش عن الشعر بالمصرية زي أشعار الأبنودي؟ بل مسمعتش عن الشعر النبطي في بلاد الخليج؟ وهناك تجارب نثرية باللغة المصرية زي كتاب (عايزة أتجوز) وأنا ليا تجارب بالمصرية زي قصتي (صليب خشب) ورواية لسة لم تنشر.

اللغة أداة يمكن تطويعها لأي مهمة. والأدب في النهاية ما هو إلا وسيلة تعبير. واللغة بتتطور معاه وبتكتسب أشكال وأخيلة تزداد تعقيدا مع كل منتج أدبي بيه.

للأسف هذه العنصرية ضد اللهجات العربية تضر باللغة العربية قبل أن تنفعها. لهذا فالأدب المكتوب بها يراوح مكانه، وأقصى آماله هو استعارة النماذج الشائعة من اللغات الأخرى!

#نادية_توفيق

Facebook Comments