البعض يرى أن زمن العبودية قد ولى.

لأننا لا نرى إلا المسميات المباشرة، ونصدق المعاجم والقواميس وألعاب الحواة.

يصعد نجم إلى القمة. يجمع في يمينه زهو الشهرة وفي يساره كشوف حساباته وأملاكه. يحقق ذاته ويصنع لنفسه اسما. نراه حرا قويا يتباهى بما أنجزه.

وإذا به يقف، أو يجلس، ذليلا منكفئا كأي إنسان عاجز شاء له حظه العاثر أن يمسك بتلابيبه نخاس يتاجر بالبشر. يقف العبد خاضعا لإرادة نخاسه، منتظرا إشارة منه كي يقوم بأي عرض يطلبه نخاسه. فيطلب منه أن يعمل عجين الفلاحة، نوم العازب… أي شيء.

أنت اليوم مهرج الملك. ستضع المساحيق على وجهك وتضحك الملك. وإن نجحت في ذلك، سننعم عليك بسفرة على متن طائرة ملكية، ومأدبة ملكية، وهدايا لزوجتك وأولادك.

وإن لم يعجبنا العرض، فلن يكون لك سوى السيف. لا تقلق. الأمم المتحدة تمنع ذلك مع الأسف. لذلك فبلاط الملك لا بد وأن يحاط بالسرية التامة خشية أعين الرقباء. وإلا طاردتنا المنظمات الدولية وقرفتنا بتقاريرها. عموما، نحن سيفنا حاد ما زال، باتر ما زال، ولن تفلت منه.

يخاف صديقنا الفنان، يجزع. ماضيه سيمحى بأستيكة، حاضره سيتحول إلى كابوس، ومستقبله معتم. يوطي للريح أم يعمل فيها بطل؟ خياران أحلاهما مر.

يخفض رأسه مذعنا. ففي سوق النخاسة، لا يستطيع العبد رفض أوامر النخاس مهما كانت سخيفة ووقحة!

Facebook Comments