لا أدري ما سر الشغف بصيغة البي دي اف لنشر وتوزيع، بل والأغلب الأعم، قرصنة الكتب العربية. إنها صيغة ملفات لا بأس بها ولها نفعها خاصة إذا ما احتوى الملف على صور وجداول. أما لغرض نشر كتاب فهي أبعد ما تكون عن تلبية هذا الغرض.

هناك استثناء واحد وهي أنها تصلح لحفظ النص من التحريف التقني، أي تغيير التنسيق وما إلى ذلك، تمهيداً لنقله إلى مطبعة ورقية أو إلكترونية. أي تصلح لأن تكون صيغة وسيطة بين المخطوط وملف النشر.

أولا هي صيغة غير مرنة، أي أنها لا تتفاعل مع حجم النص حين تكبيره، وبذلك لا تكون مثالية لكافة أنواع الأجهزة وعلى رأسها أجهزة القراءة الحاسوبية والهواتف الذكية. ولا أدري حقاً كيف يعكف كل هؤلاء القراء المتحمسين للبي دي اف على قراءة الكتب بها، بل ويشجع بعضهم بعضاً على تبادلها.

ثانياً، وربما هذه كان يجب أن تكون النقطة الأولى، صيغة البي دي اف ليست صيغة صديقة للخط العربي، وكثيراً ما تفسد تنسيقه وغالباً ما يلجأ البعض إلى حفظ الكتاب المكتوب بالعربية كصورة تجنباً لتلك المشكلة.

وأخيرا، وليس آخراً، هناك صيغة في غاية الروعة ويمكن تنسيق الكتاب بها وإضافة صور وغيره دون الإخلال بشكل الحروف ودون التقيد بحجم خط واحد، بحيث يمكن للقارئ أن يقرأ الكتاب على أي جهاز دون قيود الحجم أو حفظ النص العربي كصورة. وأعني بها صيغة epub.

بعض المكتبات الإلكترونية تلجأ إلى هذه الصيغة، لكنها ليست رائجة لدى جمهور القراء كما هو الحال مع البي دي اف. وعلى العموم، النشر الإلكتروني للكتب العربية يكتسب أرضاً جديدة كل يوم، وأتمنى أن تتنوع الصيغ المتوفرة أكثر وأن تنتشر ثقافة حقوق النشر والطبع وأيضاً أن تتوفر بعض الكتب مجاناً مما يشجع على القراءة أكثر وعلى التعرف على أعمال الكتاب.

Facebook Comments