النهاردة الذكاء الاصطناعي أو الايه آي بيكتب مقالات وبيألف قصص زيي وزيك عزيزتي الكاتبة وعزيزي الكاتب. جايز مفيهاش روح، لكن متماسكة وتعتمد على الحجج والأمثلة. هتلاقي مقالات كتيرة عن مثلا كيف تزرع الطماطم في شرفتك، وطريقة تجميع كومبيوتر، وكيف تتعلم البرمجة. الذكاء الاصطناعي يقدر يكتب مقالة جيدة لها مقدمة ومتن وخلاصة يشرح فيها طرق زراعة الطماطم في الشرفة، والقواعد المرعية في تجميع جهاز كومبيوتر، والجامعات والكورسات اللي ممكن تؤهلك للبرمجة. وده بيحصل في دقائق. يعني لو أنت محتاج المقال ده، مش هتروح لكاتب يقضي ساعات وربما أيام لحد ما يسلملك المقالة دي. البديل الأسرع هو أنك تشتري برنامج وتدفع مرة واحدة وتخلق منه عدد ربما لانهائي من المقالات.

هل دور البشر انتهى هنا؟
لأ، لسة. بس ربما ينتهي.

حاليا، بيتم “تدريب” و”تطوير” الذكاء الاصطناعي باستعمال العقل البشري، يعني الذكاء الاصطناعي اللي كان من أهم عيوبه هو افتقاره للإبداع بقى بيتعلم الإبداع من البشر.
وفيه شركات ومؤسسات بتخلق برامج وتعين كتاب محترفين عشان يقيموا أداء الذكاء الاصطناعي أو “الايه آي” و”يدربوه” عشان يرتفع مستوى أدائه.
بل إنهم بيخلوا الذكاء الاصطناعي ده “يذاكر” كتب ناجحة كتبها البشر و”يقتبس” منها طريقة الكتابة والمجاز وطرق التعبير الأدبية. وفيه كاتبة أمريكية رافعة قضية على شركة لتطوير الذكاء الاصطناعي لأن الشركة استخدمت رواية لها دون استئذان لتدريب برامجها الذكية على الكتابة الأدبية. واللي حصل إن الشركة بتدخل على مواقع نشر الكتب وبتعمل مسح للكتب دون استئذان من أصحاب حق النشر والتوزيع.
اللي يهمنا هنا إن الذكاء الاصطناعي هينافس مؤلفي الروايات والقصص اللي زي حالاتي. لكنني بصراحة مش منزعجة كثير، ليه؟

لأني شايفة إن الإبداع البشري جايز يمكن تقليده لكن الأصل وقدرة البشر على إنتاج نماذج غير مسبوقة هتفضل موجودة. عشان كدة يمكن الذكاء الاصطناعي يتدرب مثلا على كتابة رواية زي روايتي “نساء المحروسة”. احتمال يسرق الحبكة ويخلق شخصيات مشابهة. بس مش هيقدر يكون فريد من نوعه. بمعنى إنه هيجمع الأساليب ويطلع بأسلوب هيختلف من رواية لأخرى. أما الكاتب الإنسان فبيتفاعل مع الحياة ومع نصوصه، وبيتطور معاها وبينتج منتج أدبي مميز يخصه هو ويدل على نسق أفكار لديه.

ده لا يستطيع عمله الذكاء الاصطناعي، على الأقل لحد النهاردة.

#نادية_توفيق

Facebook Comments