المصري عنده قومية متجذرة منذ ما قبل التاريخ البشري المكتوب بآلاف السنين. بل هو من ابتدع فكرة القومية في عالم لم يكن يعرف غير الترحال والخضوع لضربات الطبيعة.

أصلنا المصري هو الفخر ذاته. أي هوية مستعارة زي القومية العربية التي لا وجود لها لأنها نشأت كفكرة لمقاومة الانتداب البريطاني الفرنسي على منطقة الهلال الخصيب في بدايات القرن العشرين. اختارت هذه الشعوب panarabisme كي تستقل عن الاستعمار ويكون لها ممثل واحد/ملك واحد، وكان وقتها الأمير فيصل.

أما ما نادى به ناصر في الستينيات فكان أشبه بالحيلة الابتكارية للظرف التاريخي وقتها، حيث كان يريد مواجهة الاستعمار ككتلة وليس كشعوب متفرقة، ولذلك قام بمغامرة اليمن السيئة، وقام بالوحدة مع سوريا، وأرسل بعثات التعريب للمغرب العربي.

إذن، لا قومية عربية ولا يحزنون، لأن تعريف القومية لا ينطبق على الأيدولوجية التي كانت سائدة في عصر ناصر. وأزيدكم من الشعر بيتا. ليس كل من يدعي الانتماء إلى العرب عربي. ولكن هذه قصة أخرى.

إذن، المصريين ليسوا عربا، وإن كان هناك نسبة عادية للاختلاط بين الشعوب، ولا يجب أن يكرسوا هذه الفرية وهذه الأكذوبة. ولغتهم العربية والمصرية ملكا خالصا لهم يستخدمونها كيفما شاءوا. يمتلكونها من قرون وأسهموا فيها إسهامات لم يقدمها أحد من الناطقين بنفس اللغة. واللغة لا تحتكرها قبيلة مهما علا شأنها.

أخيرا، الهوية المصرية هوية متكاملة ثرية فيها كل العناصر اللازمة كي تكون أمة مستقلة تماما بل مهيمنة على باقي الأمم بحكم تاريخيتها وأنها صاحبة براءة الاختراع. الأمة المصرية وبس.

ملحوظة جانبية، الهوس بمصر طبيعي ومفهوم لأنها الأعظم والأقوى والأبهى.

Facebook Comments