أي حد ينشر على تويتر أو فيسبوك كلام منقول من مكان تاني حتى لو المكان التاني نفسه ناقله عن مصدر تالت لازم يشير إليه في بداية البوست أو التغريدة بصريح العبارة سواء بإشارة إلى اسم الموقع أو الصفحة أو الشخص المنقول عنه، أو برابط للمصدر الأصلي.

البعض يضع كلمة “منقول” في نهاية البوست، وهي ليست سوى نصف محاولة للأمانة. لا بأس بها إنما لا تكفي.

بصراحة السرقة الأدبية، حتى وإن كانت صغيرة ومتداولة، تظل سرقة ولا يمكن معاملتها معاملة الكذب الأبيض أو القول بأن هذا تقليد متبع في وسائل التواصل الاجتماعي، أي ايه يعني ما الكل بيعمل كدة!

ممكن تفهم بعض الحالات التي لا يمكن فيها تذكر أين قرأنا المعلومة، ساعتها قد تكفي الإشارة إلى ذلك، لكن القص واللصق الحرفي هو سرقة. البعض ينشر معلومات أدبية وقصص تاريخية وبعض الطرائف الفنية إلخ وهذا شيء محمود، لكنهم يفعلون ذلك عن طريق النقل الحرفي من مجموعة فيسبوك أو حساب على تويتر أو موقع ما دون أدنى إشارة إليه.

الكارثة هو أن بعض “المحللين” يقدمون لنا عصارة أبحاثهم وتحليلاتهم من خلال استخدام نفس الوسيلة وهي، لا مؤاخذة، الـplagiat أو السرقة الأدبية. وبالتالي فهم يخدعوننا. يجعلونا نعتقد أن هذه فكرتهم، وأن هذا ناتج بحثهم، وبالتالي فهم يصنعون لأنفسهم نوعا من المكانة، ويضعون أنفسهم في موقع الخبير دون أن يكون ذلك عن حق. وقد يمتلكون بالفعل أدوات البحث والكتابة لكنهم تكاسلوا عن ذلك، وفضلوا سهولة النقل على اعتبار أن المعلومات متاحه للجميع على الإنترنت. وهذا صحيح، لكن إتاحة المعلومات لا تعني أن ننسب لأنفسنا ما اجتهد فيه غيرنا.

دعوني أوضح هذا بعض الشيء. مبدئيا الأفكار لا تخضع لمعايير الملكية الفكرية الصارمة، بمعنى أنه من الممكن تبادل الأفكار ونقلها من شخص إلى آخر بشكل معين سواء عن طريق الإشارة إلى مصدر ما أو حتى عدم الإشارة إليه. وهناك عدة نقاشات تدور حول هذا الأمر، لكن الأفكار ليست موضع ملكية فكرية.

المشكلة تكمن في النقل الحرفي للنص، او النقل بتصرف لنص ما. هذه تسمى سرقة فكرية أو سرقة أدبية. طبعا الموضوع له تفاصيل أوسع من ذلك كثيرا. لكن دعوني أطلق مثلا، إذا قام زيد بنشر بوست عن “الشخصيات النسائية في أدب نجيب محفوظ”، ثم جاء عبيد ونقل هذا البوست كما هو على صفحته على الفيسبوك أو على حسابه على تويتر، ولم يشر إلى صاحب النص الأصلي أو إلى رابط الوصول إلى المصدر الأصلي، تعتبر هذه سرقة أدبية. فلنفترض هنا ان زيد قد نقل منشوره عن “الشخصيات النسائية في أدب نجيب محفوظ” عن مكان آخر، وأن عبيد يعرف ذلك أو يظن ذلك، حتى في تلك الحالة، يكون عبيد مسؤولاً فقط عن الإشارة إلى منشور زيد طالما نقله نقل مسطرة عن زيد.

الجميع يتوقع منا أن ما نكتبه على صفحاتنا على وسائل التواصل الاجتماعي هو نتاج أفكارنا أو قراءاتنا أو ما نحب أن نشاركه مع الآخرين، وفي حال المشاركة بالقص واللصق من الواجب الإشارة إلى المصدر المنقول عنه.

Facebook Comments