هرد في المقالة دي على بعض الآراء والتساؤلات اللي طرحت على تويتر بخصوص موضوع التغيير الديموغرافي وقضية اللجوء

“التغيير الديموغرافي طبعا شيء خطير بس هل هو احتمال وارد أصلا؟”

التغيير الديموغرافي يعني التغيير المرتبط بالتركيبة السكانية لبلد ما. في العادة سكان أي بلد بيشتركوا مع بعض في المفاهيم والثقافة والعادات واللغات، ولهم تاريخ مشترك في الأرض اللي اتولدوا عليها همة وآباءهم وأجدادهم، فبيبقى فيه لُحمة وحرص على البقاء على هذه الأرض والدفاع عنها. والتركيبة السكانية بتتعقد وبتبقى أقوى كلما كان المكان ده قديم والسكان عايشين فيه من قديم الأزل. وطبعا ما فيش بلد في العالم يخلو من الهجرات. لما بتكون الهجرات بأعداد قليلة أو أعداد قابلة للإدارة وتنظمها قوانين ثبتت فاعليتها وجدواها زي قوانين الحصول على الجنسية أو التملك أو الزواج وما إلى ذلك، بيكون فيه قدر كبير من الحفاظ على التماسك السكاني. بيقدر الناس يبقوا على ما يسمى بالتجانس بينهم، والتجانس ده مهم جدا علشان السلم الاجتماعي.

طيب إيه أهم العوامل اللي ممكن تضرب اللحمة السكانية؟ على رأس العوامل دي حاجتين: الهجرة والحروب الأهلية. لو حصلت هجرة كبيرة من أماكن مختلفة أو من مكان بعينه، يبقى غالبا حتحصل خلخلة سكانية والتوازن والتقارب اللي بين الناس هيقل جدا. وممكن التحول يكون تدريجياً أو فجائياً من حال إلى حال. وغالبا ممكن حتى يحصل تمزق وانقسام جغرافي وسياسي بناء على الانقسام السكاني اللي حصل. طيب، البلاد المستقبلة للهجرة هل هي بتعاني من تغييرات ديموغرافية؟ أيوة بتعاني من تغييرات ديموغرافية، رغم إن هذه البلاد، أولا، عندها قوانين للهجرة بتنظم أعداد المهاجرين وطبيعتهم، وعندها برامج خاصة بالمهاجرين من أجل مساعدتهم على الاندماج في المجتمع وتوطينهم توطيناً جيداً، وأيضا تمتلك آليات استقبال أعداد معينة منهم في جهات معينة وفي أوقات معينة وفق احتياج البلد. يعني هذه البلاد لديها أرقامها وإحصائياتها، وبناء عليه بتستقبل هذه الهجرات. ثانيا، هذه البلاد عندها حزمة قوانين معدة أصلا ومن المنشأ، وده موجود في أدبياتها السياسية بدءا من ميثاق الحقوق والحرياتCharter of rights and freedoms  الموجود في كندا والدستور الأمريكي the bill of rights وما شابهها من وثائق دستورية، بيقول إن سكان البلد جايين من أربع أركان العالم وإن اللي بيربط بينهم في هذا المكان المساواة في الحقوق والحريات وعليه فالنظام السياسي والاقنصادي والبنى الاجتماعية معدة مش بس لاستقبال وتوطين وتوظيف المهاجرين دول، ده كمان معدة لمنحهم فرصة للتعبير عن ثقافتهم الأصلية من خلال تكوين منظمات ومجموعات فاعلة تنظم حياتهم زي ما همة عايزين ويحتفلوا بأعيادهم الدينية والثقافية كله في إطار القانون. دي البنية الأساسية للدول دي، وده غير بنية مصر الدولة القديمة الموغلة في القدم واللي سكانها ليس فيهم تنوع ثقافي إلا ضمن البيئات المحلية، وده اللي اسمه وحدة النسيج الوطني عكس الموزاييك اللي بتشبه بيه المجتمعات المستقبلة للهجرات زي كندا وأستراليا والولايات المتحدة الأمريكية، وبالتالي ما فيش وجه مقارنة بين مصر وما بين الدول المستقبلة للهجرة.

وهضرب لك مثال من كندا من عدة سنوات قام معلق هوكي رياضي مشهور في التلفزيون اسمه Don Cherry’s بانتقاد المهاجرين الجدد اللي ليس لديهم انتماء لكندا وعلق إن يبقى يمشي في الشارع ويشوف في الوقت إللي الناس فيه ترتدي ظاهرة الخشخاش كرمز لل الناس إللي ماتوا في الحرب العالمية الكنديين إللي ماتوا في الحرب العالمية إنه أصبح بيمشي في الشارع ولا يرى كثيرا من الناس لابسين هذه الزهرة على ملابسهم وإن ده بالنسبة له كان ناقوس خطر يدق، وإن المجتمع هيبتدي يتفسخ وإن الانتماءات ما عدتش لكندا بل إن هناك انتماءات لا تكترث بالتضحيات التي قدمها الكنديات والكنديين في سبيل الحرية والحفاظ على القيم التي تأسست حولها وحدة أراضي الوطن.

قال نصا:

“يا جماعة انتوا بتيجوا هنا، وبتحبوا طريقة حياتنا، وبتحبوا لبنا وعسلنا (خيراتنا)، على الأقل ادفعوا جوز دولارات واشتروا زهرة خشخاش.”

“you people that come here, you love our way of life, you love our milk and honey, at least you could pay a couple of bucks for a poppy,”

بالبلدي قالهم أنتوا بتحفوا عشان تدخلوا كندا وتتمرغوا في خيرها، حطوا في عنيكو حصوة ملح واشتروا بجوز جنيهات الزهرة رمز بطولاتنا وتضحياتنا!

وقتها قامت الدنيا ولم تقعد ما بين مؤيد ومعارض. واحنا بنتكلم عن حد معروف ومشهور وله باع طويل في التعليق الرياضي في التلفزيون الرسمي. ده مثل بسيط على نوع المشاكل اللي ممكن تحصل حتى في دولة قائمة على الهجرات زي كندا.

التغيير الديموغرافي وارد حاليا في مصر كخطر داهم، مش بس مجرد خطر. للأسباب التالية: أي دولة حديثة كانت أو قرنوسطية لما بتستقبل أجانب على أرضها بيكون ده مشروط أولا بسبب دخول الأجنبي للبلد ومدة إقامته فيها، وثانيا بجنسية الأجنبي بحيث نشوف ايه نوعية التأشيرات ومدد الإقامة وتصاريح العمل الخ اللي ممكن يحصل عليها. وبالتالي تواجد الأجانب على الأرض الغريبة بيكون مقنن وله داع، مثل السياحة، الدراسة، العمل، الزواج، التقاعد. وبيدخل بياناته في أجهزة الدولة. في الظروف الطبيعية عدد الأجانب بيكون أقل كتير من عدد السكان وإقامات أغلبهم بتكون قصيرة إلى متوسطة. حركة دخول وخروج تجعل من التغيير الديموغرافي أمر غير ممكن.

أما في حالة نزوح شعوب بأكملها من بلادها وتوافدها بأعداد غير مقننة إلى البلد المضيف، فده بيكون أشبه بواحد عامل عزومة لمائة شخص ويفاجأ إن ألف شخص وصل. بتحصل حالة ارتباك، ومحاولات لإنقاذ الموقف، وتقسيم الأكل بتاع ماية عشان يكفي ألف. وغالبا المعازيم كلهم هيخرجوا يشتموا في صاحب العزومة لأن المكان كان ضيق والأكل قليل. وكل ما زاد عدد اللي بيعزموا نفسهم عنده كلما كان أداؤه رديئاً. طيب تخيل معي لو اللي بيعزم بيخلي ضيوفه يباتوا عنده في عزبته. هنقول راجل كريم قوي وفاتحها عالبحري. هيحصل صراع على المكان والأكل ووسائل المعيشة. هيتفق الضيوف مع بعض على الاستيلاء على ما يمكن أن تصل إليه ايديهم. ولو زاد عددهم هيفرضوا شروطهم على صاحب العزبة.

 أبعد من كونه خطير التغيير الديموغرافي بيعني إلغاء وجود، إلغاء كيان وهوية، وميلاد هوية وكيان آخر. خد عندك

التغيير الديموغرافي ممكن (1) يتسبب في اختفاء مجموعات بعينها. (2) بيأثر على مستوى المعيشة، لما تلاقي نفسك مرة واحدة، صاحب البيت بيقولك مع السلامة وجايب لك طرد لأن فيه تشليونير أجنبي هبط على المنطقة بالباراشوت ومعاه أعضاء نادي المليونيرات وبيشتروا عقارات المنطقة بأعلى من تمنها.

(3) فرص العمل والبطالة من الأشياء اللي بتتأثر تأثراً بالغاً بالتركيبة السكانية.

(4) الاستثمار بيتأثر جدا بالتغييرات الديموغرافية. وغالبا بيكون تأثير سلبي على الأقل لحد استقرار الأوضاع وتبيان الخيط الأبيض من الخيط الأسود.

“هل استدعاء نموذج الهكسوس منطقي في 2023؟”

 نعم استدعاء نموذج الهكسوس منطقي بكل تأكيد. استدعاء هي نموذج تاريخي منطقي إذا تكررت نفس الظروف. وإحنا عندنا ظروف مشابهة إللي حصلت وقت الهكسوس. وجه المقارنة الأساسي بين النموذج الحالي ونموذج الهكسوس هو عامل الهجرة. القسوس كانت قبائل هجرت لمصر بسبب حصول موجات هجرة عندهم في مكانهم الأصلي. واستوطنوا مصر وقويت شوكتهم وفي غفلة من الزمن وبسبب ضعف المصريين تمكنوا من الاستيلاء على الوجه البحري وحكم و300 سنة لحد ما أسرة البطل أحمس أجلتهم.

 تجاهلنا لهذا الحدث التاريخي ولا تشابه الظروف بين هذا الحدث التاريخي وما يحدث لنا اليوم يمكن أن يؤدي بنا إلى نفس النتيجة القديمة. فهل يراد إن إحنا نتحمل 300 سنة من حكم الهكسوس علشان نخليهم عن أرضنا بعد ما ندفع ثمن ده من دمه ولادنا ومن راحتنا وساعدتنا وسعادتنا؟

نعم استدعاء أي نموذج تاريخي منطقي في أي وقت ولكن بقياسات جديدة ليس أكثر، يعني الظروف اللي أدت لحدث تاريخي قديم قد تتكرر في عصر آخر لكن بمعايير مختلفة وتأخذ أشكالاً مختلفة لأن النظام السياسي النهاردة أكثر تعقيداً.

“في دول خليجية عدد المقيمين الأجانب فيها أكثر من السكان الأصليين وأحيانا أضعاف السكان الأصليين طب الناس دول مش خايفين البلد تتخذ منهم زي ما الهكسوس عملوا؟”

 البلاد دي بتحمي نفسها بتقييد قوانين التجنيس وقوانين تمليك الأراضي والعقارات بحيث لا يمكن للوافد الحصول على الجنسية أصلاً، وبالتالي ممكن يعيش هناك عشرين وتلاتين سنة، يساهم في الاقتصاد وتطوير البلد وتكوين كوادره، لكن لن يُسمح له بشراء عقار أو أرض، ولن يسمح له بالتجنيس. وبالتالي هذه الدول تحمي نفسها حماية كبيرة

  القيود دي كلها هدفها الحفاظ على الهوية الوطنية والحفاظ على الطابع المحلي قدر الإمكان. ده لأنه فيه نقطة حرجة من الدمج بين الثقافات تدخل بعدها في مرحلة التمييع الثقافي وصولا إلى الفصم الثقافي. دول الخليج صارمة جدا في تطبيق القوانين الخاصة بالعمالة الوافدة إليها. هاكم مثال على مدى حرفية التزام السعودية بقوانين الإقامة لديها في تعاملها مع حالات إنسانية للاجئين سوريين:

بل إن دول الخليج لديها نظام الكفيل، وزي ما كلنا عارفين الكفيل ده مواطن يحمل جنسية هذا البلد مسؤول عن الأجنبي زي ولي أمره كدة، مسؤول عن تحركاته وعمله، يقوله امتى يشتغل وامتى يبطل، ويقدر ينقله من مكان لمكان وحتى يمنعه من العمل أو السماح له بالسفر أو العودة. الكفيل، مهما كان اعتراضنا على نظامه، بيضمن لدولته إن الوافد لا يخرج عن الإطار اللي الدولة بتسمحله به. يعني الدولة بتحاصر الوافد بهذا الشكل حماية لحدودها السياسية والديموغرافية. ورغم كل ده في تأثير ثقافي كبير جدا على هويات البلاد دي. مثلا تأثر لهجاتهم المحلية بالكلمات المأخوذة من الهندية بسبب كثافة العمالة البنغالية والهندية هناك، وطرق الأكل وحتى الملابس.

“الكلام ده كان يبقى منطقي سنة 805 مثلا إنما في 2023 ومع الدولة الحديثة وقواعد البيانات والأجهزة الأمنية ما فيش حاجة إسمها كده ومفيش أي خطر ديموغرافي على ماية مليون من عشرة أجنبي عايشين وسطهم ومش كل الأجانب لاجئين بالمناسبة بطبيعة الحال.”

مش كل الأجانب المقيمين في مصر والقادمين من البلاد المنكوبة بالحروب الأهلية والنزاعات والانقسامات ليس كلهم لاجئين ولا كلهم أتوا بغرض الاستيطان. كثير منهم بيعمل أصلا في وظائف تبادل ثقافي وعلمي، كثير منهم جم للدراسة بشكل عادي قبل هذه الأحداث أو غيرها، بعضهم أراد إنه يعيش في مصر ويستقر فيها. هذه كلها أمور عادية. هل سمع الأستاذ لؤي أي مصري يشتكي من هذا الأمر قبل موضوع اللجوء؟ الخطورة هنا إيه الخطورة مش في عدد الأجانب لأن العدد غير ثابت وغير واضح ومن الراجح جدا إن أعداد اللاجئين أكتر بكتير من الأرقام الرسمية اللي هي أصلا حبة فوق وحبة تحت. الرئيس نفسه قال عندنا ما يعادل تعداد دولتين. أظن كلام الريس ثقة. والنقطة دي بالذات خطيرة، والريس مقالهاش في باب الفخر بمنجز ما، بل في باب تبيان ما تنوء بحمله مصر. ومتنساش إن أي حد مش مسجل عندك يبقى شبح. ولو الشبح ده عمل جريمة لا قدر الله أو حادثة أو سرق حاجة، ابقى قابلني لو عرفت تلاقيه. حاجة كدة زي قصص الشبح الأسود اللي كنا بنقراها زمان في مجلة ميكي. كان يضرب ضربته والمفتش يشد شعره لأنه بيفلت منه عشان شبح ملوش وجود.

 كمان فيه دول وممالك سقطت بحفنة من الأفراد اللي عرفوا ينتظموا في مجموعات.

خد عندك ثورة ٥٢ أنهت حكم أسرة محمد علي وكانوا كام الضباط الأحرار؟ حوالي ٣٥٠ على أقصى تقدير؟ أنت عندك عشرة مليون لاجيء وفي رواية أخرى تسعتاشر. لو انتظم جزء منهم أو أجزاء منهم وامتلكوا مقدرات اقتصادية قوية، بينما إنت ما عندكش أصلا خطة ولا جدول زمني لإخراجهم في وقت ما إلى بلادهم أو إلى دول بتستقبل الهجرات. بالتالي فأنت عاجز تماما عن الرجوع إلى الخلف أو التقدم إلى الأمام. أنت تحت رحمة الظروف، إما اللاجئين يطلعوا ولاد حلال ويعيشوا عيشة أهل المحروسة، وإما يطلعوا قللات الأصل ويعضوا الايد اللي اتمدت لهم.

كمان إغماض العين عن الكوارث الآنية المحيقة بالشعب الطيب ده هو نوع من الإنكار. وعارفين إن الإنكار لا يؤدي إلى العلاج. أنت بتتكلم عن شعب بيرمي نفسه في البحر عشان يلاقي لقمة العيش، بتتكلم عن ناس وقفت بالطوابير تاخد كراتين الأكل في رمضان، عندك شعب بيعاني من الجوع والفقر والعوز. شعب لم يجد من يحنو عليه!

“طيب والمناطق الكاملة اللي بقت مشهورة بوجود أجانب فيها ولا أي حاجة منطقة الحصري مصرية والمحلات السورية إللي فاتحة هناك أصحابها عارفين إنهم ضيوف مقيمين وهيبقى خيال واسع جدا لو حد فكر إنه ما ينفصلوا يعملوا جمهورية الحصري ده إحنا لو أموات مش هيحصل معانا كدة.”

فيه قاعدة ذهبية اسمها الوقاية خير من العلاج. وراغب علامة غنى وقال لا تلعب بالنار لتحرق صبيعك.

وادي التسجيل الأصلي والفيديو كليب الأصلي كمان

كمان فيه نقطة محورية ممكن نعول عليها، وهو مشهد النهاية في فيلم العتبة الخضرا. لما اسماعيل ياسين استرد فلوسه من النصاب اللي على وشك دخول السجن. فإذا باسماعيل ياسين يفكر في شراء أرض ملكية عامة تانية، فيرجع له النصاب ويقول له

استناني لما أخرج من السجن وأنا أخلصها لك برخص التراب!

لما الآخر بيقولك بعضمة لسانه، أنا قاعد بفلوسي ومش طالع أبدا. إذا الشخص نفسه قال لك بلسانه أنا جاي هنا عشان أسترد أرضي اللي إنت محتلها، اللي المصريين محتلينها، إذا الشخص نفسه قال لك أنا طمعان في حلايب وشلاتين، إذا الشخص نفسه قال لك بلسانه قبائل أسوان قبائل سودانية وبالتالي أسوان سودانية. إذا الشخص نفسه قال لك بلسانه إحنا قاعدين في الحي ده بقينا نشوف مصريين كتير هو إيه الحكاية؟

ألا تعتقد إن من حقنا نقلق ونفكر إن ممكن تظهر مجموعات سياسية تتمحور حوالين كيانات اقتصادية قوية مثلا تتحكم في السوق وتحتكر أنشطة بعينها وتدعم دخول نواب بعينهم، وتلاقي نفسك قدام مجلس شعب طائفي فيه تكتلات بتعبر عن مجموعات المصالح غير المصرية؟!

 وكون الحد بيكتب كلام عبيط يستفزنا بيه فده مينفعش يستفزنا ما هو يبقى عيل بيخاف من الظلمة وبيهدد أمريكا عادي هل ده ينفع يتخذ بجدية؟

كلمة السر حروب الجيل اللي معرفش بقى كام دلوقت. دولة الصين الشقيقة بتعد العدة لتجهيز جيش يشتغل بالزراير ولا يتأثر بالاصابات. وبغداد سقطت من بيان كاذب على الجزيرة، وجزر هتختفي وسكانها هيروحوا يدوروا على حتة تانية. باختصار عالمنا اليوم بيتغير وكل ما نعرفه عنه مرشح للإلغاء أو إعادة التدوير.

يا جماعة دي دولة لو في خطر حقيقي الأجهزة الأمنية هتبقى موجودة قبل ما أي حد يعرف إنه في خطر أصلا!

أبانا الذي في المخابرات، جنبنا هذه التجربة!

مصر دولة كبيرة وده قدرها والحمد لله وضعنا كويس وفي ناس وضعها صعب جاية تخبط على بابك تعرضت فيهم أخلاقيا ودينيا غلط وبسحب حسابات الأمن القومي خطر عليك لأنك لما تقفل كل الأبواب قدام الشخص ممكن تحول مجند محتمل في تنظيم إرهابي ضدك بدل ما كان عايز يدخل بشكل شرعي

مصر دولة كبيرة أكيد، أما موضوع قدرها ده فما فيش حاجة اسمها قدرها، فيه حاجة اسمها إدارة المواقف بحيث إنك تحقق أكبر قدر ممكن من المكاسب بأقل قدر ممكن من الخسائر وده مش حاصل في قضية اللاجئين. والحقيقة احنا وضعنا، الحمد لله برضه، مش كويس. آلاف الشهداء سقطوا حفاظا على مصر من يوم شهداء دنشواي لحد النهاردة، ده بس في التاريخ الحديث. ماتوا عشان البلد دي تفضل بحدودها ومافضلش بحدودها اتخذ منها جزء في 54 الجزء ده الإيد اللي بتوجعنا دلوقتي. وبالنسبة للحالات الإنسانية، فيه ناس بتأكل من الزبالة جوا بلدك، عندك ناس نايمة من غير سقف، ناس نايمة في المقابر، عندك شعب مش لاقي اللحمة وبيتعاير من السودانيين بسبب ده، عندك ناس انتحرت من الفقر والجوع. ولادك جعانين و هتلم ولاد الشارع علشان تأكلهم وتسيب ولادك جعانين؟ إيه المنطق ده؟ الحكومة المصرية بتدير شؤون مصر، مش بتدير شؤون الإقليم.

هو الحل الوحيد إما فتح الباب على البحري أو الطرد؟ مفيش حل وسط؟ منطقة عازلة؟ مخيمات؟ تفاوض على عودتهم؟ بص لتركيا اللي بتشتمها ليل نهار، عملت ايه في موضوع اللاجئين؟ دول الخليج الغنية ساهمت بايه؟ لبنان اللي هي أصلا وسوريا بلد واحدة، اخوات بجد مش كدة وكدة. أنت هتكون ملكي أكتر من الملك؟ وبكام؟ ومنين؟ طب وليه مطنش المجتمع الدولي. ده ما شاء الله منظماته أكتر من الهم على القلب وكل يوم طالعين لنا في المقدر جديد. واشي شكاوى فيك، وتنبيط وتقارير زي الزفت. يعني هتقيد صوابعك العشرة شمع وفي الآخر برضه مش هتعجب.

اهي شخصية دولية مرموقة بتقول على المصريين معندهمش دم! كتبتها بالعربي. ليه بقى؟ ايه اللي مزعلها للدرجة دي من المصريين؟ أصل البي بي سي كتبت مقالة قالت فيها إن السواقين السودانيين بيستغلوا ظرف الناس الصعب اللي عايزة توصل معبر أرقين عشان تهرب لمصر وبعدين يشتمونا وزودت عليهم الأسعار.

فالست الهانم شتمتنا. إما إنها مقريتش المقال أصلا وما صدقت قرت العنوان فايديها كلتها تكتب التويتة أو قرته وبتستعبط أو لغتها الإنجليزية ركيكة وده احتمال ضعيف. فقامت ايه مارست الكراهية ضد المصريين كلهم. وده تصرف عاطفي أهوج وطريقة رخيصة لمهاجمة مصر ولكن اللي يعمل خده مداس ويبرر الدوس ميبكيش على كرامته المهانة.

حسابات الأمن القومي متحركة ومرنة. إدارة أزمة على حدودك لا تستلزم منك إنك تستقبل جحافل لا تعلم عنها شيء. مين قال لك إن اللي دخلك مش إرهابي؟ مين قال اللي دخلك مش اللي قال ولاد فوزية؟ دخلك اللي أهان الجيش المصري إهانة لا تغتفر ولم يتم الرد على الإهانة لحد اللحظة اللي بنتكلم فيها لا رد دبلوماسي ولا رد عسكري. الرد الشجاع الوحيد كان رد النقيب محمد صلاح أبو زيد

 عندك تجربة الدول اللي سبقتك في التعامل مع قضية اللاجئين في تركيا ولبنان من بداية الأزمة السورية واللي سبقتك في التجربة، لازم تأخذ بتجربتها بدل ما تدخل التجربة من باب المبتدئين!.

Facebook Comments