كفوا ألسنتكم المسمومة عن نيرة. لم تكن منكم لذا فقد رحلت عنكم. تركت لكم عالمكم البائس الذي يرتع الشر في جنباته ليل نهار. تستقبلونه بالأهازيج وتفرشون له البُسُط. يقيم معكم في دياركم، تحت أسّرتكم، يأكل على موائدكم وتمنحونه براحا كي يذبح.
أنتم الذابحون فاصمتوا. اصمتوا احتراما للبراءة، للذكاء، للجمال. احتراما لكل ما تكرهونه. نيرة لم تطلب منكم شيئا. لقد طالتها يد الكراهية. وأنتم من مددتم هذه اليد إليها. كانت تريد النجاة بنفسها من دنسكم لكنه لحقها، لذا فهي قد رحلت.
تركتكم لضلالاتكم، لقلوبكم التي لم تعرف يوما صلاة، لضمائركم التي لم تحيا يوما. تركتكم تنهشون في جيفة ميتة عقيمة تعسة. أنتم تحبون طعم الدموع والدماء. لذا فهي ليست معكم اليوم.
هل تعرفون أن للجمال نور لا يدركه سوى أنقياء القلب؟ هل تعرفون أن للإبداع بهاء لا يقدر على تحمله سوى المختارون؟ لذا فأنتم ما زلتم هنا في جحيمكم البليد تتنازعون فيما بينكم أيكم أكثر قسوة، أيكم يجيد الذبح أكثر.
الذبح دينكم وديدنكم. الذبح هو ما تجيدون. سفك الدم. المرأة تكشف عوراتكم. نيرة كشفت عوراتكم. وضعت المرآة أمام قبحكم فصرختم وأطلقتم صيحاتكم المسنونة بسنان الحقد والغل.
هذا ما تجيدون صنعه. طبقات فوق طبقات من القبح والبلادة والقيح. قيح قلوبكم العفنة التي لم تنبض للحياة يوما. حملتم جحيكم إلى الأرض، فأهربتم الملائكة والطيبين. لذا فإن نيرة ليست معنا اليوم.
Facebook Comments