كل عام وأنتم جميعا والعالم كله بخير. 🎉

تعلمت في 2021 أن الفشل والنجاح صورتان لنفس الشيء. وأن الإنسان هو نتاج ما يتعلمه من الفشل وما يكتسبه من النجاح. البناء في الحياة متواصل ولكنه لا يسير في خط مستقيم.

مفيش حاجة مضمونة في الدنيا. درس آخر.

القلوب الطيبة ثروة. لا تفرط فيها ولا تهملها. درس ثالث.

لا شيء في العالم يساوي الأسرة. هم السند وقت الشدة. درس أخير وليس آخرا. ☺️

مر عام 2021 بحلوه ومره. جاهدت فيه أن أخلق توازنا بين حياتي ككاتبة وحياتي اليومية ومسؤولياتي. تعلمت فيه الكثير. وربما كان من أكثر الأعوام التي أعطتني فرصا للتحقق من مفاهيم كانت ثابتة لدي والتعرف على مفاهيم جديدة.

نظمت قراءاتي الحرة هذا العام، بعدما كنت عشوائية إلى حد ما في اختياراتي. كتاب هذا العام بالنسبة إليّ في 2021 هو:

The creative spark: How imagination made humans exceptional

شرارة الإبداع: كيف ساهم الخيال في تميز البشر (العنوان العربي من ترجمتي)

لأوغستين فونتس، أستاذ الأنثروبولوجيا البيولوجية في جامعة برنستون الأمريكية. لكن الكتاب موجه للجمهور العام وأسلوبه مبسط.

الكتاب يحكي تاريخ البشر وطبيعتهم من الناحية الأنثروبولوجية الثقافية والبيولوجية. يتحدث الكتاب عن الإبداع والخلق والاختراع لدى البشر وكيف ساهم في تحولهم إلى الإنسان العاقل الذي هم عليه اليوم. وهو يشرح التطور السلوكي والبيولوجي لكل أجناس الهومو. ويقدم موجز لتاريخنا الغذائي والاجتماعي وسلوكياتنا تجاه الزواج والأمومة والأبوة وحماية بعضنا البعض والحروب وتاريخنا الديني والروحي.

لماذا اخترته كأهم كتاب؟ لأنه غير نظرتي إلى الهومو سابيانز في أمور كثيرة. كأنك تفتح كتابا قديما تركه لك أجدادك وتقرأ فيه تاريخ عائلتك. بالطبع كل العلوم تعتمد على المشاهدات والمقاربات والاستنتاجات والأدلة. ولا يوجد حق مطلق في العلم، بل يوجد هذا مؤكد وهذا مرجح في اللحظة الحالية. الكتاب شيق، رغم أن به بعض التكرار، إلا أنه فتح شهيتي لمزيد من القراءات في موضوعات مشابهة وربما قراءة الكتب الأخرى لفونتس.

اقتربت أكثر من الصورة العامة للنشر العربي وتعرفت على تحدياتها وصعوباتها أكثر مما توصلت إلى إجابات مرضية عن تلك الصعوبات.

خلال العام واصلت الكتابة الروائية وغير الروائية. نشرت مقالين في “ميريت الثقافية” وأعتبر هذا نجاحا وشرفا كبيرين. فأنا من قراء هذه المجلة الرصينة الخفيفة في نفس الوقت. من أول عدد وقعت عليه عيني على صفحة المتصفح أدركت أنني أمام حالة نشر مميزة تعيد أمجاد المطبوعات الثقافية الواسعة الانتشار.

مقالي المنشور في مجلة ميريت الثقافية العدد 34 – أكتوبر 2021.
مقالي المنشور في مجلة ميريت الثقافية العدد 35 – نوفمبر 2021

خلال 2021 سعيت لنشر كتابي الثالث، بعد “أجنحة متكسرة” و”نساء المحروسة” ولم أوفق بعد. تلقيت عرضا لم أجد فيه غايتي. وسأبذل مزيدا من الجهد للتوصل إلى حل.

أسعدني الحظ بالتواصل مع بعض من قرؤوا روايتي “نساء المحروسة” وسعدت بسماع رأيهم. كان ذلك مهما بالنسبة إلي. بل وشعرت أن لكتابي قيمة أعلى من مجرد كتابته هو أن شخصا آخر قرأه ووجد فيه ما ينفع أو يسلي أو كليهما.

وحظيت الرواية على تقييمين ومراجعتين على جودريدز:

بالنسبة إلى البودكاست حاولت ألا أهجر الفكرة تماما رغم صعوبة إيجاد وقت سواء لتسجيل حلقات بمفردي أو لقاءات مع الكتاب والمبدعين.

في حلقات “لقاء مع كاتب” (كنت قد فكرت في اسم أكثر تشويقا من لقاء مع كاتب فلم تسعفني قريحتي. فيا ريت لو تقترحوا عليّ عنوانا أفضل) المرتبة هنا في هذه القائمة:

سعدت وشرفت بلقاء كوكبة من المبدعين الذين حلوا ضيوفا كراما على بودكاست كتب نادية توفيق. وأود أن أشكر كل من ظهر معي على البودكاست وقدم لي وللمستمعين والقراء كثيرا من الفائدة من وقته الثمين.

أعلى الحلقات استماعا على منصات البودكاست حلقتي مع سامح ادور سعدالله

عندما بدأت البودكاست لم أكن أنوي أكثر من أن يكون نافذة لي أنشر من خلالها أخبار كتاباتي واتحدث فيها عما يتعلق بالكتب والكتابة. ثم خطر لي، بعد فوز “نساء المحروسة” بإحدى جوائز الرواية العربية ببلومانيا 2020 أن أتحاور مع باقي الفائزين وأسجل هذه اللحظة وأتعرف على أعمالهم، وخاصة أنهم مجموعة من المبدعين من كافة أنحاء الوطن العربي.

وكانت الباكورة مع المؤرخ الكاتب إدريس النعيمي الذي أتفاءل به وأحمل له كل معزة وتقدير. فخلف الكواليس هو أستاذ رشيق القلم حلو المعشر كريم وطيب وبسيط. أتابع نجاحاته في مجال الأدب والتاريخ منذ شرفت بلقائه في شتاء 2020.

ومن بين الفائزين أيضا كان الكاتب السوداني والطبيب الشاب مصطفى خالد مصطفى بروحه الألقة وذكائه وثقافته وفيض إبداعه الذي تبدى في اللقاء الذي شرفني به والذي أذعته على حلقتين. تحدث خلالهما عن ظروف النشر وموضوع ختان الإناث والفانتازيا في الأدب. وأنا أراه نموذجا للطبيب المبدع والمثقف الواعي. وهو يمنح الأمل في جيل قائد.

ومن السودان الحبيبة أيضا، وأنا لدي عشق خاص للشعب السوداني، كانت ضيفتي الأديبة المقيمة في باريس والمشبعة بتألق الشرق وغزارة الثقافة الفرنسية الأوروبية تسنيم طه. لقد اكتشفتها على فيسبوك وكنت منبهرة بانجازاتها الأدبية وبساطتها وعدم تكلفها، رغم أنها تحقق اسما مميزا وأتوقع لها أن تكون من مشاهير الأدب العربي.

ومن سوريا الحبيبة كان لي حظ الالتقاء بالشاعرة التي تجمع بين العذوبة والصلابة، الرشاقة والقوة، انسيابية الشعر وعقلانية النثر فريال زيدان. وأخيرا مسك ختام حلقات العام الكاتبة الصحفية المميزة مريم علي التي أهدتني حديثا جميلا تناولنا فيه مختلف القضايا الاجتماعية منها الحب والزواج والحرب وآثارها بالتأكيد.

ولا أنسى صديقي المبدع الشاعر وكاتب القصة القصيرة والرواية أستاذ سامح ادور سعدالله الذي كان اللقاء معه مدرسة، والذي يمتاز بدماثة الخلق وحب الخير للجميع وقلمه يحمل ملامح تربوية فهو أستاذ للغة الفرنسية. وبذلك أكون قد جذبت نحوي كوكبة فرنكوفونية تتمثل في أ. سامح وأ. تسنيم وأنا 😉.

وأخيرا أمنياتي لا محدودة لـ2022 أتمنى لي ولكم كل الخير والسعادة وأن تستمروا في الإبداع فهكذا يتغير العالم إلى الأفضل.

Facebook Comments