في كثير من الأحيان نجد أن الكتب الأدبية المترجمة فيها ركاكة يعود ذلك إلى أسباب كثيرة، ربما من بينها، في رأيي المتواضع، أن المترجم ليس بالضرورة على نفس مستوى الكاتب الذي يترجم له. الحل هو أن يقوم كاتب يجيد حرفة الأدب بإعادة صياغة الكتاب أدبيا بالتعاون مع المترجم الذي يعرف اللغة الأصلية. وهذا أمر يحتاج إلى مجهود ووقت وتكلفة.

وستجدين أن الترجمات المميزة حتى على المستوى العالمي قليلة وغالبا تكون من مترجم له خلفية علمية أو أدبية وأيضا لديه مؤسسة ترعى عمله.

كذلك المترجم لا يحصل على مقابل، في أغلب الأحيان، إلا بعد الانتهاء من الترجمة التي قد تستغرق شهورا. ويصبح عليه أن يقدم عملا قابلا للنشر في زمن محدود. وفي الغالب أيضا سيكون له عمل أساسي يعيش منه. لذا فإن العائد المادي لا يكون كبيرا، وعليه فالمترجم سيضع نصب عينيه الانتهاء من الترجمة بأسرع وقت ممكن.

أيضا يغفل الكثيرون عن أن الترجمة ليست نقل كلمات من لغة إلى لغة ولا حتى معاني فقط، بل هي نقل ثقافة. فالمترجم ليس معنيا فقط بوظيفة اللغة الأولى وهي التواصل، بل عليه نقل روح النص إلى القاريء دون أن يضيع جمالياته وصوره.

لي تجربة محدودة في ترجمة الشعر من الفرنسية. رغم قصر النص النسبي وجدت أن العملية تستغرق وقتا طويلا، ما بين ترجمة مبدئية وتنقيح وما إلى ذلك، ثم إعادة صياغة النص بالعربية بحيث يمكن قراءته بسلاسة ودون أن يبدو النص ركيكا مفككا.

الترجمة فن مهم وجميل ولكن قلة من يجيدونه.

Facebook Comments